ما لا يفهمه الناس

زائر

هناك شئ واحد لا يفهمه الناس ولا يضعون له أي اهتمام أو اعتبار ولا يفكرون فيه مجرد تفكير بسيط ولو لدقيقه واحده وهو أن الحياه من دون الأحباب والأصحاب والخلان هى أفضل بكثير لأنه بوجود هذه الأصناف من البشر ينتج من العذاب ألوان .لا يفكرون إلا بوجود الأحباب ويهملون ساعة الفراق والعتاب التي تتبعها ألام قاسيه لا يدركون أن الأحباب يأخذون منا مشاعرنا كلها ثم يتركونا دون سؤال فان كان بعد الفراق عوده تذهب المشاعر القديمة وتأتي الجديدة التي ينسجها الزمن بالأفكار والآمال والأمنيات الكاذبة و الُمبهمة التي تصنع من العتاب واللوم جداراً يختبئ ورائه كل من المحب والمحبوب.الناس لا يدركون أن المحب أكثر عذابا بوجود أحبائه لا يدركون كيف يتعذب المحب لإرضاء المحبوب وياله من جهد كبير يبذله المحب في سبيل الوصول إلى مشاعر المحبوب الحقيقية وكم إن الألم كبير حين تتصادم المشاعر وتختلف وتفسر حسب العقول المريضة بالشك والظن ويزداد العذاب عمقا عندما تنتهي المشاعر بقلوب كالزجاج الرقيق الذي ما يلبث أن يتحطم مع عبور رائحة اليأس مما يجعل المحب حائرا تائها لا يعرف كيف يجعل الساعة تدور مثلما يريد إذ ينهار المحب بمجرد أن يسمع أنين المحبوب وكم إن المقارنة بالتميز بين قلبٍ وآخر يجعل العالم سجنا للمحب والمحبوب معا وكل هذا يتحمله المحب دون رحمة أو شفقه وكأنما المحب حكم على نفسه بالعذاب المؤبد الذي لا ينتهي إلا إلى موته وفي هذه الحالة موته أفضل له من كل شئ . قد يتعذب المحبوب بفقد المحب ولكن مع الأيام سوف ينعم عليه الخالق بنعمة النسيان التي سوف يشكر الله عليها.

وقد يظن البعض أن المحب والمحبوب شيئان وهما شئ واحد وبنفس درجة العذاب ولكن هذا مفهوم تداوله الأحباب واقنعوا أنفسهم به ليبرهن كل منهم مقدار حبه للآخر أما أنا فأرى أن المحب بعيد كل البعد عن المحبوب في المعنى فالمحب هو صاحب التضحيات الكبيرة التي لاترى إلا عبر مجهر صغير .

أما المحبوب هو الذي يحب ويعشق المحب لأنه يريد أن يظل محبوبا من خلال تضحيات المحب له دون التفكير في ألم المحب ووجعه ،وإن يوما توقف المحب عن تقديم التضحيات فهذا يعني أنه فقد الإحساس بالحب لدى المحبوب وهذا ما يتصوره الكثير من الناس، وفي هذه الحالة يكون المحبوب إما أنانيا أو انه لا يكن المشاعر الحقيقية للمحب .

وليس هناك مجال لتبادل الأدوار بين المحب و المحبوب ولكن إن وقع المحب بين طرفين من الأحباب فكيف يبرهن حبه هذا ؟ وهل يستغني عن حياته بسهوله ليكون أضعف الضعفاء؟ أم يخلع ثوب المحب إن استطاع ويلبس لباس ألا مشاعر؟ وحتى إن استطاع أن يقوم بهذه الخطوة فهل سوف يتحول العذاب إلى هناء بالطبع لا وإنما ستعاد القصة من نقطة البدايه مره أخرى ولكن أين ستكون النهايه؟

و هذا الموضوع يبقى متاهة الأحباب الذين يمعينون التفكير ولا يصلون إلى جواب أو لا يعرفون كيف يكونوا أحباب مثالين وفي الحقيقة لا أحد في هذا العالم قادر على أن يكون مثالي في هذا الجانب لأنه بكل معنى الكلمه مستحيل ونحن نعيش في ظل هذا العالم وليس هناك من عالم خيالي يثبت ذالك...............

زائر

انتظر المشاركة وآراكم الطيبة