الرياضة: التربية.. والتغذية
ينتظر الكثيرون موسم الصيف والإجازات للاستمتاع بممارسة الرياضات المختلفة التي تحرمهم منها أيام الشتاء الطويلة ذات المناهج الدراسية والامتحانات والدرجات الشهرية والدروس الخاصة، وإن كان القليلون يحاولون اقتناص بعض الوقت لممارسة هواياتهم الرياضة أيضًا طوال العام.
الرياضة: فوائد تربوية
والرياضة مفيدة للطفل وللمراهق تربويًّا، د. أحمد الشيشاني الحاصل على دكتوراة في علم التدريب الرياضي، وأخرى في برامج الصحة واللياقة البدنية/ الجامعة الهاشمية-يقول:
تُكسب الرياضة من يمارسها مجموعة من الفوائد الصحية والنفسية والاجتماعية والعاطفية.
فبالرياضية يتعلم الطفل الانتماء لجماعة والالتزام بالقوانين والنظم.
واحترام حقوق الآخرين.
يتقبّل الفشل والتمتع بالروح الرياضية.
التعاون وخاصة في الألعاب الجماعية.
المثابرة والتصميم للوصول إلى الفوز وعدم اليأس حين الفشل والبدء من جديد.
التضحية بالذات وبخاصة في الألعاب الجماعية.
النمو بشكل طبيعي ومتسارع.
فضلاً عن المجال الاجتماعي الذي يوفره المجتمع الرياضي، وهذه الأمور قاطبة مرهونة بالإشراف المميز والجيد.
و يؤكد د. أحمد الشيشاني: يُنصح في مرحلة الطفولة المبكرة بتدريب الجهاز العصبي لدى الطفل، وذلك بممارسة مجموعة من الرياضات منها التسلق، والوثب والحركات التي تتطلب الرشاقة والتوازن وحركات تكوّر وضع الجسم. وفي هذه المرحلة تحديداً يتم تعليم الطفل النواحي الفنية للأداء أي تدريبه على الخطوات دون التطبيق كأن يُدرّب الطفل على كيفية حمل الأثقال تدريجيًّا والآلية التي ينبغي أن يكون عليها دون ممارسة رياضة حمل الأثقال لذاتها.
أما في مرحلة النمو فينبغي التركيز على لياقة الجهاز الدوري والتنفسي بداية وكذلك أنشطة التحمل مثل الجري، والسباحة ... ومع نهاية مرحلة النمو وبداية مرحلة البلوغ لا بد من التركيز على القوى العضلية وأنشطة التحمل العالية.
الرياضة ومهارات العمل الجماعي
يولد الفرد وبداخله ميول فطرية متعددة، منها الميل إلى اللعب، وعلى المربي أو المدرّب استغلال هذه الميول وتوجيهها الوجهة السليمة، وخير وسيلة لتربية الفرد هي تربيته عن طريق النشاط الحركي أو ما يسمى باللعب.
وبما أن الإنسان كتلة واحدة لا ينفصل العقل فيها عن البدن، فالتربية الرياضية لا تعنى بالبدن فحسب، وإنما العقل أيضاً، فبالرياضة ينمو جسم سليم من كافة النواحي السلوكية والشعورية والاجتماعية والعقلية والبدنية.
لكن لماذا فى أغلب الدول العربية ننجح فرادى، ونفشل في الأبحاث المشتركة والمشروعات المشتركة والعمل الجماعي واللعبات الجماعية، والسبب أننا لا نعرف كيف نعمل معًا، أو نسمع بعضنا، أو نتحاور معًا أو نلعب معًا. ويؤكد لنا خبراء التربية وعلم النفس والاجتماعي أن السبب في كل هذا أننا لم نتعود على الروح الرياضية وروح الفريق؛ لأننا لا نمارس الرياضة كما ينبغي.. ويوضح الدكتور محمود عودة –عالم الاجتماع ونائب رئيس جامعة عين شمس- أهمية ممارسة الرياضة، حيث تولد لدينا قيم العمل الجماعي التي نحتاج إليها بدلاً من الصراعات والمشاكل التي نختلقها عندما نعمل معًا، لأننا لم نتعوّد على أن النتيجة النهائية للعمل تُحسب للجميع