كالوردةِ في نضارتها ، والزهرِ في جمالها ، وكالنسمةِ في رقتها
بريئةٌ غضةٌ ، كلُّ الناس في نظرها طيبون
وكل من حولها كأبيها ، لها آمالٌ حسان تتراقص في حياتها
وأماني مشرقة تسطع في سمائها
بين عينيها بريقُ الألم ، وبين أضلعها لهيبُ الهم
هناك ضحيةٌ وجرم وهنا مرارة ندم
فالأحلام هاجرت ولم يبق سوى العبرات قد سكنت الروح
لست أدري..
هل بإمكان مثلي.
..أن يضبط مشاعره ويوقف نبضات قلبه المتسارعة..
أو أن يمنع دموعَ عينيه أن تنساب وهو يسمع أمثال تلك الحوادث المخيفة!
فبعظمِ الألم وشديدِ القهر استحال الحبر دمعاً...
قصةٌ واقعية تقطع القلوب ، بل هي جريمةٌ تنوح لها النائحات
وتصعق معها النفوس ، وتهوي لها الأفلاك عجبا
مشهد.. تحالف اللؤمُ والإهمال فيه على خنق الطفولة ودفن البراءة
لم تتجاوز العاشرة
تغدو وتروح للمدرسة مع ذئب
لن يسليها عن مصيبتها وأوجاع الماضي المرعبة هدية أب
ولن ينسيها خيالات الذكريات السوداء قبلة أم
وستبقى للأبد تلاقي بؤس الفاجعة وشقاء الأيام
فبالله روح تلاقي فوق مالا تلاقي الأرواح.. ويا الله قلب يعاني مالا تحتمله القلوب
في لحظاتِ غدرٍ وخبثٍ سُحقت الوردة
وكُسر غصنها الرطب ، وسُلبت أغلى ما تملك
نُسف قلبها.. يا لقلبها! ، وارحمتاه بك يا صغيرتي
يا ليتك تملكين يداً فتتطاولُ لتضرب كل من تسبب في إيذائك
ويا ليتك تملكين لساناً فيشكو مرارةَ الوجع
ويا ليتني يا صغيرتي أملك يداً أمدها لك فأمسح بها دمعتك الحرَّى وأنتزع السهام القاتلة من قلبك الصغير ولأزرع في مساحات الأنين وروداً وطمأنينة، ولأخمد براكين الدهشة والصدمة في جنباتك
وقد سلمتها أمها (حسبها الله) لهذا المجرم
وخلف الستار أبٌ قد أسلم القياد لزوجة سفيهة وأوسد الأمانة لغير أهلها!
الأمر أمرها والرأي رأيها!
..قد انشغلت بالنوم صباحاً والفضائيات مساء!
شهادةٌ سوداءٌ أقدمها لكل أم لم ترع الأمانة ولم تتحمل المسؤولية
ربةُ بيت قدمت دفء الفراش على العرض!
ومعلمةٌ استكثرت أن تصحو قبل موعدها بدقائق لمرافقة صغيرتها وعرضت فلذة كبدها للهيب الألم ونيران القهر
آباء وأمهات يتنازلون عن أولادهم
ويؤثرون المال والراحة والنوم عليهم
أصبح من المألوف للأسف أن تجد بناتٍ صغاراً أو مراهقات بصحبة السائق لوحدهن
يذهب ويأتي بهن للمدرسة وغير المدرسة.. بلا حسيب ولا رقيب
أي جُرمٍ يُنتهك وأي عقل غاب وأي منطق يشوه؟!
ألا يخافون على بناتهم؟ ألا يخشون على أعراضهم؟!
والله لم أر عملاً أخيب ولا تصرفاً أبشع ولا سلوكاً أقبح من تضييع الأمانات وعدم النظر في العواقب
سيأتي يوم البكاء وعندها ستكفكفين الدمع وحدك أيتها الأم
فلا تتوجعي من جريمة أنت طرف فيها
ولا تبكي على دمعة أنت من أجراها
ولا تتألمي لقلب أنت من أحرقه
ولا تتعذبي لشرف أنت من ضيعه
ابكي ما شئتِ أن تبكي فلن تُمسح دموعك.. وتوجعي فلن تُرحمي
وقفة
أيتها الأم اتقي الله في بناتك فوالله سيأتي يوم يتعلقن فيه برقبتك!
نداء من ناصح وقبل أن تسكب الدموع ويستوطن الهم وتتفطر الأكباد
لا تهملوا صغاركم.. الأمر لا يحتمل أنصاف حلول والعاقل من اتعظ بغيره..
اعقدي العزم وقرري ألا تتركي بناتك عرضة للاعتداء.. امنعي فوراً أي ذهاب لأي مشوار كان.. رافقيهم وتأكدي أن المسألة مرتبطة بالعادة، والأمر لن يتجاوز أياماً معدودة ثم ستتآلفي مع الأمر
فتعب قليل ولا ألم دائم وهمٌ لا ينقطع
ومضة قلم
قد يتقبل الكثيرون النصح، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه.
مقال للمستشار الدكتور خالد المنيف
من إيميلي