ابو القاسم المدير العام
عدد الرسائل : 224 الموقع : مدينة المجاريح تاريخ التسجيل : 04/10/2008
| موضوع: لكل مكان حكاية .. لكل حكاية مكان الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 10:58 pm | |
| لكل مكان حكاية .. لكل حكاية مكان
حكاية واقعية وحلوة وظريفة خليكم مع صاحب الحكاية يحكيها بنفسه
مطار السيب الدولي في رأس السنة , لوحدي وعلى ظهري حقيبتي (الهاند باج) , في صالة الانتظار قبل ركوبنا للطائرة , جلست على الكراسي المعدنية المرصوصة كأنها مقوم أسنان معدني , أحسست ببرودة المعدن تسري في جسدي , مددت جسدي ورحت أدندن أغاني قديمة .. مرة أغنية عربية .. مرة أغنية أجنبية , وكثيرا ما كنت أسرح بتفكيري بعيدا ثم أنتبه لنفسي فلا أعلم ما الذي أدندنة وبأي لغة , أغمض عيني وأتخيل الثواني القليلة التي تسبق دخولنا السنة الجديدة , سأكون في الجو وقتها تحيط بي المضيفات الجميلات ومجموعة من الركاب الجميلين وسنكون جميعا سعداء , سنعد الثواني الأخيرة من السنة تنازليا .... وستتطاير أغطية الشمبانيا محدثة ذاك الصوت المفرقع .. وسنتبادل التهاني والقبل , قطع أفكاري صوت صادر من سماعات المطار "تعلن شركة الطيران التي ستغادر عليها بأن رحلتها المتجهة إلى تلك البلاد البعيدة ستتأخر" .. ثم أعادت الجملة بالإنجليزية ومن ثم بالعربية ثم بالإنجليزية
ألتفت يمينا وشمالا , شاهدت الركاب القليلين مترامي الأطراف , وقد بدء البعض منهم بإشعال السجائر رغم قربهم من غرفة التدخين التي يسمح فيها بالتدخين ورغم علمهم بأن التدخين ممنوع في غير الأماكن المخصصة لذلك , أنا بالعادة إنسان ملتزم بهذه القوانين .. "ممنوع التدخين" .. "ممنوع التصوير" .. "ممنوع اللمس" .. "ممنوع رمي القمامة" .. "ممنوع أكل القمامة" .. "ممنوع الحرية" .. إلا هذه المرة تناولت سجاره وأشعلتها .. ما دمتم تأخرتم علينا سندخن هنا انتقاما منكم .. انتظرت قليلا , لم يحدث شيء , مر موظفي المطار بالقرب مني ولم يحدث شيء , فأيقنت بأنني معطي الموضوع اكبر من حجمه .. تناقلت الأخبار من هنا وهناك بأن الطائرة ستتأخر قرابة الساعتين.
تطلعت على الركاب من حولي , شاب و فتاة من لكنتهما توقعت بأن يكونا بريطانيين معهم شاب أخر أسمر البشرة لا يبدوا من طريقة كلامه ولكنته بأنه بريطاني , كانوا يضحكون ويتكلمون بصوت مرتفع ففهمت بأنهم أصدقاء دراسة يقومون برحلة مع بعض , استرقت السمع لحديثهم إلى أن توجهوا إلى محل التحف و الهدايا القريب منا , عاودت التطلع على الركاب , هذه المرة نزلت عيني على شاب طويل عريض مفتول العضلات , خمنت من السلسلة المعلقة حول رقبته ومن مظهره وطريقة حلاقته لشعره والوشم الذي على ذراعه والذي كتب عليه بالأنجليزيه (المارينز) بأنه من القوات الأمريكية , خطرت ببالي أغنية بوب مارلي (بافالو سولجر) بما معناه (الجندي الجاموس) ومرت كلمات الأغنية أمامي وأنا أضحك , المهم صاحبنا المارينزي أبن العم سام بجواره صديقته/حبيبته التحفه التي لا اعلم كيف حصل عليها , شرق أسيوية ولكنها طويلة!! .. لا تمت للجمال بشيء , منخارها و أذنها ممتلئان بالحلقات المعدنية , ترتدي بنطلون جلد أسود و (تي شيرت) أسود وتحمل بيديها (جاكيت) جلد أسود عليه رسومات كتلك المنتشرة موشومة على جسدها , من أين حصل عليها ؟؟
توقعت أن تكون الإجابة بأنه حصل عليها من أحقر و أوسخ الحانات وبيوت الدعارة الخاصة بالعصابات والمرتزقة في الشوارع المظلمة للعاصمة التايلندية (بانكوك) , وصاحبنا المارينزي هل قتل أحد من قبل في الحروب التي تخوضها بلاده كل يوم؟؟ هل كان له من دمائنا نصيب؟؟
تركت إجابة هذا السؤال ونظرت مره أخرى للركاب , فلمحت أصدقاء الدراسة يخرجون من محل التحف و الهدايا وهم يحملون (شيشة) متوسطة الحجم , مزركشة , جلسوا بالقرب مني والشيشة وسطهم , وقام الشاب الأسمر بترتيب الشيشة و كأنهم فعلا سيدخنون , وأنا أحاول أن أقنع نفسي بأنهم لن يفعلوها , وضعوا الماء في الزجاجة , وأنا ما زلت غير مقتنع بأنهم سيدخنوها , حتى رأيت بالقرب منهم كيس فحم صناعي سريع الاشتعال , فصدقت بأنهم سيفعلونها , أن تدخن سجارة في صالة الانتظار بالمطار قد تكون سهله نوعا ما , ولكن أن تدخن شيشة في وسط صالة الانتظار بالمطار فبالتأكيد ستصبح مشكلة.
وضع الشاب الأسمر (الرأس) وهو الحجر المجوف الذي يوضع به التبغ , وضعه في مكانه فوق الشيشة .. ولكن بدون التبغ أو ما يسمى بالمعسل , فتناولت الفتاة الشيشة و أخذت نفس عميق فأصدر الماء داخل الزجاجة صوت الشيشة المعروف , وكأنها تنفخ الدخان من بين شفتيها أطلقت الهواء من صدرها وقالت : للأسف محل التحف والهدايا لا يبيع المعسل !! ضحكت أنا لا أرادي , فنظرت باتجاهي وهي تضحك وأشرت لي بأن أخذ "نفس" من شيشتها , فرددت عليها الإشارة بالاعتذار وضحكنا جميعا .
أعدت نظري إلى الركاب من جديد , هذه المرة لمحت أمامي حسناء جميلة شقراء , قوامها مشدود , ولديها من المؤهلات الأنثوية ما يصيب المرء بالتعب , لمحتها حزينة متضايقة مهمومة , تقلب بين يديها مجلة عربية , هنا بدء عقلي الباطني يحدثني .. ماذا تنتظر؟ حسناء وبهذا الجمال , أجنبية غريبة عن البلد , وحيده , وهي حزينة و متضايقة وتشعر بالملل على الأرجح , وأنتما تنتظران نفس الطائرة المتأخرة , وهي تقلب مجلة عربية , هنا نقطة جيدة لتبدأ معها الحديث حول اهتمامها باللغة العربية , الأمور ميسره .. ماذا تنتظر؟؟
.. وقفت من جلستي , وقبل أن أحرك قدمي شاهدت أحدهم يتجه نحوها , هي رفعت عينيها فشاهدتني واقف على بعد أمتار بسيطة أمامها , أنا مثلت بأنني أرتب ملابسي وعاودت الجلوس , (أحدهم) المتوجه نحوها , رجل كبير في السن في عمر جدها , وكان ظني به كذلك , إلى أن أقترب منها وجلس بجوارها , فمثلت هي دور السعادة و ابتسمت له وتبادلا قبلة فرنسية حاااااااااره , فخاب الظن .. ومن الكلمات البسيطة التي وصلت لمسامعي فهمت بأنهما يقضيان شهر العسل , هما الزوجان الجديدان .. كما فهمت من طريقة لبس العجوز وساعته وهيئته بأنه أشتراها تلك الحسناء كما أشترى ساعته أو أحد الخواتم الذهبية الموضوعة في أصابعه , إذا ظاهرت بيع صغيرات السن الفقيرات للعجائز من الذكور الأغنياء تحت مسمى الزواج هي ظاهرة فيزيائية أنثوبولوجية نووية انشطارية عالمية , تحدث في بلادنا وبلاد الأجانب .. وأنا أتخيل نفسي أستلم جائزة نوبل للفيزياء النووية عن هذه النظرية الخطيرة.
تناول عريسنا العجوز المجلة العربية من يد زوجته الحسناء وسألها باستغراب بأن المجلة مكتوبة باللغة العربية .. فماذا تفعل بها؟؟ فردت الحسناء بأنها وجدتها مرمية على الأرض , فأخذت تقلب الصور الموجودة بداخلها بدون أن تفهم ما المكتوب .. ضحكت أنا لا إراديا من جديد , أعتقد بأن الحاجة للنوم بدأت تؤثر فيني .. حذف عريسنا العجوز المجلة العربية على كراسي الانتظار , هكذا بدون مراعاة للحسناء زوجته , وقال لها لنذهب ونشرب شيئا , هي وقفت ورسمت ابتسامه رغما عنها ومشت معه.
تناولت أنا المجلة لأتصفحها , أحد المواضيع المكتوبة بخط عريض على غلاف المجلة "الفنانة الشابة فلانة :لست مشهورة لأنني أرفض أدوار الأغراء" وصورة لها على غلاف المجلة .. أقلب الصفحات و أنظر لساعتي , هي الثواني الأخيرة قبل دخول السنة الجديدة .. ولا أحد من الجالسين يبدي أي نوع من الاهتمام , أغمضت عيني وعددت مع الثواني بدون صوت 1,3,5,7,10 .. وفتحت عيني , أكملت تصفح المجلة ووصلت القسم الخاص بالفن وأول موضوع وجدته "الفنانة الشابة فلانة :لست مشهورة لأنني أرفض أدوار الأغراء" .. وصور لها بملابس شبه عارية ووضعيات جلوس ونوم وميلان أسخن من مشاهدة لقطة من فلم اباحي .. ضحكت من جديد لا إراديا وقلت لها : الآن ستصبحين مشهورة... أعتقد بأن الحاجة للنوم بدأت تؤثر فيني.
مر الوقت بطيء ونحن ننتظر , عاودت النظر إلى أصدقاء الدراسة وكان الوضع هادئ إلى أن ملت الفتاة الذكية سحب الهواء من الشيشة الفاضية , فخرجت بفكرة أن يقوم صديقاها بإفراغ تبغ السجائر في رأس الشيشة ويدخنوه بدل المعسل .. وبالفعل فعلوا ذلك وأنا أراقب الوضع , وعندما انتهوا من ذلك وقبل أن يشعلوا الفحم الصناعي سريع الاشتعال ... تدخلت سماعات المطار لتقول "الرجاء من المسافرين المتجهين على تلك الخطوط الجوية والمتجهة إلى تلك البلاد البعيدة على الرحلة رقم 1,3,5,7,10 ... ترك الشيشة والمجلات والسجائر والتوجه إلى الطائرة" .. لفت الفتاة رأس الشيشة مع تبغ السجائر في منديل ورقي , وكأنها تنوي إشعاله في مطار أخر .. ضحكت من جديد لا إراديا , وهذه المرة أيقنت بأن الحاجة للنوم بدأت تؤثر فيني .
ركبنا الطائرة وجلسنا كل في مكانة , المضيفات متعجرفات لم يبتسمن لي , ولم تقل لي أحداهن (هابي نيو يير) .. تكلم كابتن الطائرة مخاطبا الركاب , صوته كان متعجرفا أيضا , أعتذر بسرعة وبكلمتين عن تأخر الرحلة , لم يقل لنا الكابتن (هابي نيو يير) .. لا أحد مهتم للسنة الجديدة .. لا أحد مهتم لأشعال سجاره في صالة الأنتظار بالمطار , من الأفضل أن أنام .. أغمضت عيني ودندنت أغنيه للفنان العماني سالم علي سعيد ..
مسافر .. مسافر .. مسافر ليما المسا غفى جناحه والآلم ما طاع ينزاح مسافر .. مسافر .. مسافر دام الهوى غنى جراحه والفرح من دنيتي راح ** مسافر عكس الهوى طوى شراعه ونطوى في خافجي جناح ** مبحر و أحزاني شراع ماشي بلا كلمة وداع ** مجبور أسافر والذي بالبال بالبال مجبور أسافر والزمن أحوال أحوال ** ساري ونجم الليل ضاع مقدر مقدر على كلمة وداع ** خايف أواجه حسرة الموال موال خايف أواجه دمعها الهمال همال
ودومتم سالمين | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: لكل مكان حكاية .. لكل حكاية مكان الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 11:27 pm | |
| [img] [/img][center] |
|
ابو القاسم المدير العام
عدد الرسائل : 224 الموقع : مدينة المجاريح تاريخ التسجيل : 04/10/2008
| موضوع: رد: لكل مكان حكاية .. لكل حكاية مكان الأربعاء أكتوبر 15, 2008 1:50 am | |
| الله يعافيك >>>> ألف شكر ع المرور الطيب | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: لكل مكان حكاية .. لكل حكاية مكان الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 4:30 pm | |
| تســـــــــــلم على الموضوع أخي فعلااا رائع سمـــــــــو الجرح |
|